أكاديمي، لغوي، مقرئ، محقق في اللغة والقراءات والتراث.

نشأته وحياته العلمية والعملية:

هو الدكتور محسن بن هاشم بن عبدالجواد بن عبدالرحمن الملقب بـ( درويش)، ولد في قرية سنجل قرب رام الله بفلسطين فجر الجمعة ٢٢ من ربيع الأول سنة ١٣٨٧هجرية، الموافق للسابع من تموز سنة ١٩٦٧ م مع دخول قوات الاحتلال الصهيوني بلدته! مكث أهله أسبوعاً ثم نزحوا إلى منطقة (زي) قرب مدينة السلط الأردنية مضطرين، حيث كان والده رحمه الله يعمل في الجيش العربي، ثم انتقل مع أهله إلى مدينة الزرقاء، وفيها ترعرع وبدأ بطلب العلم، فأنهى دراسته الحكومية الابتدائية والإعدادية والثانوية، وأثناء ذلك تنبه إلى دروس العلم منذ صغره، وبتوجيه من والده الذي كان محباً للعلم والعلماء والكتب وجمعها وقراءتها فنشأ في جو علمي زاخر بكتب أهل العلم، وبدأ بالتأثر بوالده رحمه الله في جمع الكتب ودراسة كتب الحديث والفقه والعقائد والتفسير واللغة والنحو، حيث كان والده محباً للتفسير مكثراً منه ولاسيما تفسير ابن كثير والجلالين اللذين كان يدرسهما لخاصته في مسجد العرب في الحي الذي كانوا يسكنون فيه، وخلال ذلك تعلم التجويد وقرأ على شيخ هذه الصنعة في الزرقاء وهو الشيخ محمود عبدالقادر إدريس رحمه الله، فقرأ عليه أربع سنوات، وأجازه برواية حفص عن عاصم عام ١٤٠٦هـ الموافق ١٩٨٦م، وقرأ كذلك على الشيخ عبدالودود الزراري رحمه الله، وأخذ عنه شرح الآجرومية في النحو، ثم انتقل إلى الشيخ سعيد العنبتاوي فأخذ عنه الجزرية في التجويد وتحفة الأطفال وشرحهما وقرأ عليه واستحسن تجويده وأثنى عليه، وقرأ على الشيخ الدكتور محمد موسى نصر، فختم عليه في شهر وأجازه بسنده.

والتقى بجل مشايخ الأردن فأخذ عنهم، فحضر دروس الشيخ يوسف البرقاوي وكتب له تزكيةً وهو في شرخ الشباب، وكذلك الشيخ عبدالرؤوف العبوشي رحمهما الله في الفقه، والتقى بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني فأخذ عنه وأفاد منه في الحديث والأصول والفقه، والتقى بالشيخ المحقق شعيب الأرناؤوط، فأفاد منه كثيراً في الحديث والأصول والفقه وتحقيق المخطوطات، والتقى كذلك الشيخ محمد إبراهيم شقرة فأخذ عنه بعض مسائل الفقه وزكّاه وقدّره، وحضر دروس الشيخ محمد نسيب الرفاعي في العقائد في مسجد عمر بن الخطاب في الزرقاء فأفاد منه وكتب له تزكية ذكر فيها أنه يثق به كما يثق بنفسه!

ثم توجه إلى العراق عام ١٩٨٩م فأكمل دراسته الجامعية الأولى فحصل على درجة (البكالوريوس) في اللغة العربية وعلوم القرآن من جامعة صدام للعلوم الإسلامية ببغداد سنة ١٩٩٣م، بمرتبة (ممتاز) بترتيب (الأول) على الجامعة كلها! ومازال اسمه مكتوباً في لوحة الشرف في مدخل الجامعة، ثم أكمل دراسته العليا فحصل على شهادة التخصص (الماجستير) في (علم اللغة) بتقدير (ممتاز) من الجامعة نفسها سنة ١٩٩٥م، ثم انتقل للتدريس في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا سنة ١٩٩٦م، ثم رجع إلى بغداد فأكمل دراسته العليا فحصل على شهادة (الدكتوراه) في علم اللغة من الجامعة المستنصرية ببغداد عام ١٩٩٩م بتقدير( ممتاز).

وخلال دراسته الأكاديمية الجامعية في العراق التقى بخيرة علمائها، وأعلام أعلامها في شتى العلوم، فدرس عليهم، ونهل منهم العلم الكثير، كالدكتور عبدالحسين الفتلي رحمه الله – محقق الأصول في النحو لابن السراج – فدرس عليه شرح ابن عقيل، وأشرف عليه في الماجستير، والدكتور رشيد عبدالرحمن العبيدي رحمه الله أخذ عنه اللغة في جل مراحل دراسته، وناقشه في الماجستير والدكتوراه، والدكتور حسام سعيد النعيمي، أخذ عنه اللغة والأصوات والنحو في جل مراحل دراسته كذلك، وناقشه في الماجستير، والدكتور بشار عواد معروف العبيدي، أخذ عنه الحديث، والدكتور أبو اليقظان الجبوري، أخذ عنه الفقه، والشيخ أحمد عبدالقادر، قاضي بغداد الأول تلقى عنه فقه الحنفية، والدكتور فاضل صالح السامرائي، أخذ عنه النحو ومعاني القرآن، والدكتور عبدالله الجبوري، أخذ عنه اللغة ومعاني القرآن والمنطق والفلسفة، والدكتور هادي نهر، أخذ عنه اللسانيات والنحو، وكان هذا الدكتور الفاضل قد التقى باللساني المفكر المعروف (أفرام نعوم تشومسكي) ويضع صورته معه على مكتبه في الجامعة المستنصرية، وأخذ كذلك عن الدكتور نبهان ياسين حسين الدليمي – محقق كتاب المطالع السعيدة في شرح الفريدة للسيوطي في مجلدين- النحو وأشرف عليه في الدكتوراه، والدكتور سعدون الساموك في الفكر والفلسفة، والدكتور محمود الدرويش رحمه الله في فقه اللغة، والدكتور أحمد مكي العاني عميد كلية الآداب في الجامعة المستنصرية آنذاك علوم التحقيق والأدب، والدكتور قيس الأوسي في البلاغة، وكان ممن امتدحه وأثنى على ذكائه وشهد له بالتفوق على أقرانه، وأعطاه درجة (ممتاز) التي لم يعطها أحداً قبله كما صرح هو نفسه!حيث كان هذا الدكتور الفاضل معروفاً بالتشدد في العلم والدرجات، والتقى بالشيخ المحقق المؤرخ محمد بهجة الأثري في المجمع العلمي العراقي بحي الوزيرية ببغداد، وأفاد منه وقصّ عليه بعض القصص التي وقعت له سنة ١٩٢٦م في مدينة القدس عندما زارها وذلك بعدما علم أن الدكتور محسن من فلسطين، وتتلمذ للشيخ اللغوي الفقيه المقرئ جلال الحنفي البغدادي رحمه الله صاحب كتاب ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه) وكتاب ( قواعد التجويد وفن الإلقاء الصوتي) وغيرها من الكتب الفريدة في بابها وأطروحاتها، فأخذ عنه النحو والعروض والتجويد، وكان ملازماً للشيخ جلال الحنفي مداوماً على حضور مجالسه التي جعلها لخواصه يوم الثلاثاء أسبوعياً في جامع الخلفاء برصافة بغداد، والتقى خلالها بكثير من أهل العلم والأدب والقراء الذين كانوا يحضرون مجالس الشيخ في جامع الخلفاء التاريخي ببغداد قرب سوق الغزل.

وأثناء دراسته الجامعية الأولى (البكالوريوس) سافر إلى الموصل شمال العراق، فقرأ على نقيب القراء الشيخ فيصل بن عبدالقادر بن يوسف الموصلي رحمه الله القراءات السبع المتواترة من طريق التيسير والشاطبية بمضمون متن البقرية في القراءات السبع المسمى ( الفوائد المحررة والقواعد المقررة) فختم ختمة تامة وأجازه فيها بسنده ولقَّبَه بـ( محدِّث القراء) لعلمه في الحديث والأثر! واستحسن قراءته وتفرغ له رحمه الله فما كان يقرئ سواه إلى أن ختم عليه! وذلك عام ١٤١٢هـ الموافق ١٩٩١م.

وبعد رحلته الزاخرة في العراق وطلبه العلم هناك على امتداد تسع سنوات سمان، رجع إلى الأردن فعمل محاضراً في الجامعة الأردنية بعمان سنة ٢٠٠٠م، وأقرأ بعض التلاميذ وأجازهم بقراءة عاصم الكوفي من روايتي شعبة وحفص عنه، إلى أن انتقل للتدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠٠١م إلى عام 2007م. وخلال إقامته في الإمارات نشط في خدمة المجتمع، فأقرأ بعض التلاميذ وأجازهم في رواية حفص عن عاصم، وشارك في العديد من البرامج والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية بقناة الشارقة الفضائية وإذاعة دبي، وشارك بتحكيم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام ٢٠٠٦م، وكان عضواً في تحرير مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية المحكمة، وأسهم في إدارة العديد من حلقات البحث في اللغة والأصوات واستخدام التقنية في تعليم اللغة والأصوات وتجويد القرآن.

ثم انتقل للتدريس بجامعة حائل في المملكة العربية السعودية سنة ٢٠٠٨م، وأسهم فيها بتأسيس برنامج الدراسات العليا (الماجستير) فوضع خطة التدريس لبرنامج اللغة والنحو، ومازال الطلبة يحصلون على درجة الماجستير وفق الخطة التي أعدها، ومازال الدكتور محسن في جامعة حائل حتى كتابة هذه السطور، وكانت له مناشط جامعية ومجتمعية عدة في حائل، بإلقاء المحاضرات العامة والمشاركة بالندوات وكتابة المقالات ومناقشة البحوث وعضوية اللجان الجامعية وغيرها.

آثاره العلمية:

– كتاب الوقف والابتداء للسجاوندي الغزنوي (ت 560هـ) دراسة وتحقيق: وهو رابع كتاب يُدرس ويُحقَّق في هذا الموضـوع على مستوى العالم، وهو مطبوع سنة 2001م،

– الملامح اللغوية والصوتية في قراءة الإمام الكسائي (ت 189هـ): عرض فيه أهم الظواهر الصوتية، والانفرادات اللغوية التي امتازت بها قراءة الكسـائي من القراءات القرآنية، وفق منهج استقرائي، وهو منشور.

– الراموز في حروف القراء السبعة، ومعه: جمع الفوائد في ياءات الإضافة وياءات الزوائد وتوجيهها من لغة العرب: مطبوع بترقيم دولي 4-3940-17-977

– العصارات الكافية في علم العروض والقافية (وفقاً للطريقة الصوتية المقطعية): منشور الكترونيًا في AppleStore2017, USA.

– مهارات الكتابة (مؤلف مشارك): يُدرَّس لطلبة جامعة حائل: مطبوع بترقيم دولي 4-25-8130-603-978، دار الأندلس، حائل، السعودية، 1436ه=2014م.

– التحرير العربي (مؤلف مشارك): يُدرَّس لطلبة جامعة حائل: مطبوع بترقيم دولي8-27-8130-603-978، دار الأندلس، حائل، السعودية، 1436ه=2014م.

– نظرات في اللغة والقراءات.

-الجديد في علم التجويد – دراسة صوتية مقارنة.

-موقف الفراء (ت 207هـ) من القراءات المتواترة في كتابه (معاني القرآن): محكَّم ومنشور في العدد (27) بمجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية/ دبي، 2004م.

– نظرات في شروط القراءات وحجيّتها لغةً وشرعاً: محكَّم ومنشور بمجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية، المجلد الخامس، العدد الأول صفر1429هـ/فبراير2008م.

– موقف مكي ابن أبي طالب القيسي ( ت437هـ) من القراءات المتواترة في كتابـــه (مشكل إعراب القرآن): محكَّم ومنشور في العدد (32) بمجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية/دبي، 2006م.

– لهجة ثمود بين الحقيقة والوهم: محكَّم ومنشور في العدد(2) بمجلة الدراسات اللغوية والأدبية/ماليزيا، 2010م.

– كتاب (مراتب النحويين) لأبي الطيب اللغوي ( ت 351هـ) – عرض وتحليل: محكَّم ومقبول للنشر بمجلة عالم الكتب/ الرياض، 2004م.

– ظاهرة الالتفات في القرآن الكريم.

ــ مقالات منوعة في علم القراءات القرآنية واللغة العربية وعلم الأصوات اللغوية، إضافةً إلى البحوث والدراسات التي تُعد حالياً.

– ويقوم حالياً بعمل موسوعة كبرى في القراءات الأربع عشرة روايةً ودرايةً وتجويداً ووقفاً وابتداءً وفواصل وعدداً.

– وقام بفضل الله وتوفيقه بتسجيل القرآن الكريم بصوته برواية حفص عن عاصم من طريق التيسير للداني ونظمه الشاطبية، وهي متوفرة على البودكاست واليوتيوب وهذا الموقع وغيره، وهي تلاوات تعليمية توثيقية، تركز على إخراج الأصوات العربية من مخارجها الصحيحة كما وصفها علماء العربية قبل أكثر من ألف عام! كالخليل وسيبويه وابن جني ومكي القيسي والداني ونحوهم، ولاسيما في الأصوات التي بدأت تضمحل في ألسنة الناطقين بالعربية اليوم فضلاً عن جل القراء! كالضاد العربية الفصيحة، والجيم والعين، والهمزة، والمفخمات والمرققات من الأصوات إضافةً إلى المطبقات، وقد أراد لهذه التلاوات أن تكون وثيقةً صوتيةً تاريخيةً تعليميةً يتكامل فيها جانبا الرواية والدراية بما يوافق التلقي مشافهةً عن مشايخه الذين أخذ عنهم هذا العلم بالسند المتصل.
videos